ما هو تكلس المشيمة
تعريف المشيمة
تُعَدُّ المشيمة (بالإنجليزيّة:Placenta) واحدة من أهمِّ الأشياء التي تنمو داخل الرحم خلال فترة الحمل، حيث إنّها تنمو وتكبر داخل الرحم كما الجنين، إلا أنَّها تتَّخذ شكل الفطيرة، وعادةً ما يبلغ قطرها عند الولادة حوالي 22 سم، ويصل سمكها من المنتصف إلى حوالي 2.5 سم، وتُعتبَر المشيمة نقطة التواصل بين الأم وجنينها؛ حيث ينقل دم الأم الأكسجين والعناصر الغذائيّة المهمَّة لنمو الجنين إلى المشيمة، لينقلها الحبل السرِّي من الجانب الآخر إلى الجنين، وعلى الرغم من تناقل المواد عبر الدم بين الأم وجنينها من خلال المشيمة أثناء الحمل؛ إلا أنَّ دمهما لا يختلط، بل تحافظ المشيمة على دم الجنين مفصولاً عن دم الأم.
تكلُّس المشيمة
يُمكن تعريف تكلُّس المشيمة (بالإنجليزيّة: placental calcification) على أنَّه ترسُّبات بطيئة ومُستمرَّة للكالسيوم في المشيمة، وعلى الرغم من أنَّ تكلُّس المشيمة يُعتبَر أمراً طييعيّاً مع اقتراب نهاية الحمل؛ إلا أنَّه يُعَدُّ نذير خطرٍ، ودليلاً على احتماليّة حدوث تغيُّرات مرضيّة غير طبيعيّة إذا حدث قبل الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، وتجدر الإشارة إلى أنَّه يتمّ تشخيص تكلُّس المشيمة خلال التصوير بالموجات فوق الصوتيّة، إذ أنَّه غالباً ما يتمّ اكتشافه خلال التصوير الروتيني الذي يُجرى باستخدام الموجات فوق الصوتيّة.
مراحل تكلُّس المشيمة
يُقسّم تكلُّس المشيمة إلى عِدَّة مراحل بناءً على الأسبوع من الحمل الذي بدأ فيه التكلُّس، ويُمكن بيانها بالتفصيل كما يأتي:
- تكلُّس المشيمة المُبكِّر: يُطلَق مصطلح تكلُّس المشيمة المُبكِّر على حالة التكلُّس التي تحدث قبل الأسبوع 32 من الحمل، ويُعَدُّ تكلُّس المشيمة في هذا الوقت المُبكِّر أمراً خطيراً للغاية، وقد يتسبَّب بأضرار حقيقيّة للأم والجنين، فقد تتعرَّض المشيمة للانقطاع، ممَّا يُهدِّد بولادة مُبكِّرة، وبالتالي تعرُّض الجنين لشتَّى أنواع المخاطر المرتبطة بالولادة المُبكِّرة، كما يُمكن أن يتسبَّب بحدوث نزيف عند الأم بعد الولادة، وفي حالات نادرة جدّاً يُمكن أن يتسبَّب تكلُّس المشيمة المُبكِّر بموت الجنين داخل الرحم.
2 تكلُّس المشيمة في الأسبوع 36: قد يُؤدِّي تكلُّس المشيمة خلال الأسبوع 36 من الحمل إلى ارتفاع ضغط الدم، والذي يتسبَّب بمضاعفات خطيرة، ويُعرِّض الجنين لخطر الولادة المُبكِّرة، والتي يُمكن أن تكون ولادة قيصريّة.
3. تكلُّس المشيمة بين الأسبوعين 37-42: يُعتبَر تكلُّس المشيمة بحلول الأسبوع 37 من الحمل أمراً غير خطير؛ فالجنين مُكتمل، ووزنه جيِّد، وقد تحدث الولادة في أيِّ لحظة، وتجري بأمان تامّ، ومن ناحية أخرى يجب أن تتمّ الولادة قبل بلوغ الأسبوع 42 من الحمل؛ لأنَّ تكلُّس المشيمة يُضعف إمداد الأكسجين والغذاء للجنين، وهذا من شأنه أن يُلحق الضرر بالجنين.
4.حالات خاصَّة من تكلُّس المشيمة بين الأسبوعين 28-36: يرتفع خطر الإصابة بتكلُّس المشيمة لدى السيِّدات الحوامل اللواتي يُعانين من مشاكل صحِّية، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسكَّري، واضطرابات الكلى، ومشاكل القلب، وفقر الدم، ممَّا يتطلَّب المتابعة الدائمة لدى الطبيب أثناء الحمل.
أعراض تكلُّس المشيمة
تتضمن أعراض تكلُّس المشيمة قِلَّة حركة الجنين، وظهور البطن بحجم أصغر، كما تشمل حدوث نزيف مهبلي، أو انقباضات قبل الأسبوع 37 من الحمل، ومن ناحية أخرى يتسبَّب تكلُّس المشيمة بأضرار تتعلَّق بالجنين والأم، ويُمكن توضيحها كما يأتي:
تأثير التكلُّس في صحة الجنين
يرتبط تكلُّس المشيمة بمضاعفات مُتعدِّدة تُؤثِّر في صحَّة الجنين، وتعتمد هذه المضاعفات على الوقت من الحمل، وشِدَّة التكلُّس، فقد يرتبط تكلُّس المشيمة المُبكِّر بانخفاض وزن الطفل عند الولادة، ومن ناحية أخرى، وانطلاقاً من فكرة أنَّ تكلُّس المشيمة ما هو إلا حالة من تجمُّع رواسب الكالسيوم داخل المشيمة، فإنَّ هذه الرواسب تُعيق نقل الأكسجين والغذاء إلى الجنين، ممَّا يُعَدُّ حالة خطيرة تُؤدِّي إلى حدوث ولادة مُبكِّرة، وفي الجانب الآخر قد يُؤدِّي نقص الأكسجين إلى تلف دماغ الجنين، ويكون قاتلًا.
تأثير تكلُّس المشيمة في صحَّة الأم
يتمّ الربط في بعض الأحيان بين تكلُّس المشيمة وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة؛ إذ يمكن أن يتسبَّب تكلُّس المشيمة بتسمُّم الحمل، والذي يظهر على هيئة ارتفاع في ضغط الدم، ومن ناحية أخرى فإنَّ المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم تستمرُّ بعد الولادة، وتشمل هذه المخاطر فشل القلب الاحتقاني (بالإنجليزيّة: congestive heart failure)، والسكتة الدماغيّة (بالإنجليزيّة: stroke)، وزيادة مستويات تجلُّط الدم.
الأسباب والعلاج
لا تزال الأسباب الدقيقة المُؤدِّية إلى حدوث تكلُّس المشيمة غير واضحة، وبالتالي لا يُمكن تحديد طرق الوقاية منها بشكل واضح؛ إلا أنَّه يُمكن القول أنَّ التدخين، والحمل في سنٍّ مُبكِّرة، والحمل لأوَّل مرَّة من أكثر العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتكلُّس المشيمة، وتُعَدُّ المتابعة والالتزام بمراجعات الطبيب هي درهم الوقاية من تكلُّس المشيمة الذي ليس له علاج إلا الولادة.
اضطرابات المشيمة الأكثر شيوعاً
قد تتعرَّض المشيمة لأنواع أخرى من الاضطرابات، ومن أبرزها ما يأتي:
- المشيمة المنزاحة: يُطلَق هذا المصطلح في حالة وجود المشيمة أسفل الرحم، بحيث تُغطِّي عنق الرحم كُلِّياً، أو جزئيّاً.
- المشيمة المحتجزة: يرتبط مصطلح احتجاز المشيمة ببقاء جزء من المشيمة داخل الرحم بعد الولادة، والذي يُمكن أن يتسبَّب بنزيف يُهدِّد حياة الأم في حال عدم علاجه.
- الانقطاع المشيمي: يُعَدُّ انقطاع المشيمة حالة خطيرة ترتبط بمضاغفات تُهدِّد حياة الجنين، وتظهر أعراضه على هيئة آلام في المعدة، ونزيف مهبلي، وانقباضات مُتكرِّرة.
- قصور المشيمة: يتمّ استخدام مصطلح قصور المشيمة عندما لا تُؤدِّي المشيمة وظائفها على أتمّ وجه، ممَّا يُلحق الضرر بالجنين.
العوامل المُؤثِّرة في صحَّة المشيمة
تتعدَّد العوامل المُؤثِّرة في صحَّة المشيمة، والتي يُمكن ذكرها كما يأتي:
- عمر الأم، حيث ترتبط مشاكل المشيمة عادةً بالسيِّدات اللواتي تجاوزن الأربعين من العمر.
- تمزُّق الكيس الأمنيوسي المُبكِّر.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الحمل بتوأم، حيث يرتبط الحمل بأكثر من طفل واحد بحدوث مشكلات في المشيمة.
- اضطرابات تخثُّر الدم، ويشمل ذلك ضعف قدرة الدم على التجلُّط، أو زيادة قدرته.
- تعرُّض الرحم لجراحة سابقة، مثل: الولادة القيصريّة، أو التعرُّض لعمليّة إزالة الأورام الليفيّة.
- تعرُّض المشيمة للمشاكل أثناء الأحمال السابقة.
- التدخين، وتناول العقاقير المُخدِّرة.
- التعرُّض لضربة، أو سقوط على البطن، ممَّا يزيد من خطر انفصال المشيمة.
حوامل : ♥ دُمتي بخير أنتِ وطَفلك ♥
حاسبة الحمل وموعد الولادة [wp-pregnancy-calculator]