محتوى المقال
إن الحَمْلَ العُنقودي عبارة عن ورم غير سرطاني ينشأ داخل الرحم. يحدث الحمل العنقودي عندما تتطور المشيمة إلى مجموعة من الكيسات (Cysts) (ما يشبه الحُوَيْصِلات) ولا تتطور لحمل سليم يحوي أنسجة مشيمة سليمة وجنينًا.
لا توجد في الحمل العنقودي الكامل، أنسجة مشيمة سليمة بتاتًا، ولا يوجد جنين أيضًا، بالمقابل في الحمل العنقودي الجزئي يوجد القليل من أنسجة المشيمة السليمة إضافة إلى أنسجة جنين غير سليمة، ولذلك لا يمكن أن يتكون جنين حي.
قد يتحول الحمل العنقودي إلى نوع نادر من الورم السرطاني، ولذلك يجب معالجة هذه الحالة بشكل عاجل. إن المتابعة الحذرة لمسار الحمل العنقودي هامة من أجل تقليل مضاعفات هذه المشكلة ولإتاحة الفرصة لحدوث حمل سليم في المستقبل.
أعراض الحمل العنقودي
يظهر الحمل، في المراحل الأولى من الحمل العنقودي، كحمل سليم، ولكن بعد ذلك تبدأ اعراض الحمل العنقودي بالظهور وهي:
- نزيف مَهْبِلي يظهر في الثلث الأول من الحمل، وغالبًا ما يكون باللون البني الغامق إلى الأحمر الفاتح.
- غثيان شديد وتقيؤ.
- خروج كيسة، يكون شكلها كالعنب.
- إحساس بالضغط أو الألم في منطقة الحوض.
خلال الفحص يمكننا ملاحظة الأمور التالية:
- تضخم سريع جدًّا في الرحم، أي أن حجم الرحم يكون كبيرًا جدًّا نسبةً لحجم الرحم المفروض أن يكون
- في هذه المرحلة من الحمل.
- ضغط دم مرتفع.
- مقدمة الارتعاج ((Preeclampsia
- كيسات في المبيض.
- فقر دم(Anemia) .
- فرط الدَّرَقِيَّة (Hyperthyroidism).
أسباب و عوامل خطر الحمل العنقودي
يتم في الحمل السليم تلقيح البويضة من الأم، بواسطة الحيوان المنوي من الأب، وهي تحتوي على 46 صبغيًّا (كروموزوم) (Chromosome).
23 صبغيًّا (كروموزوم) مصدرها من بويضة الأم وال23 الباقية مصدرها من الحيوان المنوي لدى الأب.
يكون مصدر كل الصبغيات من الأب في الحمل العنقودي الكامل، بسبب فقدان الصِّبْغِيَّات التي يكون مصدرها من الأم، وتضاعف الصبغيات الأبوية المصدر.
لا يكون هناك في الحمل العنقودي الجزئي، فقدان للصبغيات التي يكون مصدرها من الأم، ولكن تكون مجموعة مضاعفة من الصبغيات مصدرها الأب، أي أن البويضة الملقحة تحتوي على 69 صبغيًّا.
يحدث الحمل العنقودي الجزئي، عندما يكون هناك تضاعف بعدد الصبغيات التي يكون مصدرها من الأب، أو عقب تلقيح بويضة واحدة على يد حيوانين منويين مختلفين.
يحدث الحمل العُداري بمعدل واحد لكل 1000 ولادة.
عوامل الخطر
لكن هناك عدة عوامل خطر تؤدي إلى حدوث الحمل العنقودي:
- السن – الحمل العُداري شائع أكثر في حالات الحمل التي تحدث لدى النساء اللواتي بلغن جيل 35 وما فوق، أو الفتيات اللواتي دون سن الـ 20.
- حمل عُداري سابق- احتمال حدوث حمل عُداري لدى النساء اللواتي سبق وحدث لهن حمل عُداري، أعلى بـ 10 أضعاف من نسبة حدوثه لدى باقي النساء.
- مجموعات عرقية- الحمل العُداري شائع أكثر لدى النساء من أصل جنوب شرقي آسيا.
مضاعفات الحمل العنقودي
إن لدى 10% من الحالات بعد إسقاط الحمل العنقودي، وإخراج أنسجة المشيمة المريضة تبقى بالرحم أنسجة عُدارية التي تستمر بالنمو (GTD).
يمكن ملاحظة هذا الأمر عند إجراء فحص دم، يظهر معدلات عالية لهورمون الحمل. يحدث نزيف مَهْبِلي، في حالة اختراق الأنسجة العُدارية لطبقات الرحم.
تستوجب هذه الحالة علاجًا كيماويًّا (Chemotherapy) وبشكل عام ينتهي الأمر بنجاح. توجد هناك إمكانية علاج الحمل العنقودي بطريقة اخرى وهي استئصال الرحم (Hysterectomy).
تتطور الأنسجة العُدارية، في أحيان نادرة جدًّا، لتصبح أنسجة سرطانية – سرطانه مشيمائية (Choriocarcinoma) وقد تتفشى لتصل إلى أعضاء أخرى في الجسم. يعتمد علاج السرطانة المشيمائية أيضًا، على دمج أدوية كيماوية، وعادة ما يتكلل بالنجاح.
تشخيص الحمل العنقودي
يمكننا، في المرحلة الأولى، أن نلاحظ ارتفاع مستوى هورمون الحمل (HCG- Human chorionic gonadotropin).
في فحص الموجات فوق الصوتية (US)، الذي يفضل إجراؤه في هذه المرحلة عبر المَهْبِل (Transvaginal)، يمكن غالبا، ملاحظة عدم وجود جنين، عدم وجود السائل السَّلَوي (Amniotic fluid)، مشيمة سميكة ومليئة بالكيسات تملا تجويف الرحم، ووجود كيسات في المَبيضَيْن. تكون الأعراض في الحمل العُداري الجزئي، أقل حدة وأكثر جزئية.
يجب، في حالة تشخيص أو الاشتباه بوجود حمل عُداري، فحص وجود فقر دم، فرط الدَّرَقِيَّة، وعما إذا كانت المرأة تعاني من مقدمة الارتعاج (Preeclampsia).
علاج الحمل العنقودي
لا يوجد أي احتمال بأن يتحول الحمل العنقودي إلى حمل سليم، ولذلك يجب إزالة الحمل العنقودي في أقرب وقت ممكن.
يتم استئصال الحمل بواسطة عملية جراحية، يمكن إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي أو التخدير العام. إن مدة العملية الجراحية قصيرة، وعلى الأغلب تستمر لمدة 15 دقيقة حتى 30 دقيقة.
تتم العملية عن طريق المَهْبِل ولا تستدعي شق البطن. في حالة كان حجم الأنسجة العُدارية كبيرًا، والمرأة ليست لديها رغبة في الإنجاب، يمكن استئصال الرحم بالكامل.
تتم بعد العملية الجراحية، متابعة مستوى هورمون الحمل في الدم، لكي نتأكد من أنه تمت إزالة الأنسجة العُدارية بشكل كامل.
بعد عودة مستوى الهورمون إلى المستوى الطبيعي، تستمر متابعة الحالة لمدة نصف سنة وحتى سنة. قد ينصح الطبيب خلال هذه الفترة، بعدم الحمل ليتأكد أن زيادة ارتفاع هورمون الحمل غير ناجم عن تطور الأنسجة العُدارية من جديد.
الوقاية من الحمل العنقودي
يوصى بمتابعة وثيقة للحالات التي سبق للمرأة فيها أن كان لها حمل عنقودي، والإشراف عليها في المراحل المبكرة من الحمل القادم، ذلك أن احتمال حدوث حمل عُداري لديهن هو 10 أضعاف احتمال حدوثه لدى باقي النساء.
من المهم تذكر، أن إسقاط الجنين هو عملية صعبة ومحبطة، لذلك من المهم الانتظار بعد الحمل العنقودي وإعطاء الجسم والنفس وقت كافيًا كي يتعافيا من الصدمة.
توجد هناك مجموعات داعمة عن طريق الانترنت، يمكن عن طريقها مشاركة الآخرين في التجربة الشخصية، وتقبل المواساة من نساء أخريات مررن بنفس التجربة.