أعراض تليف الرحم


 

تليف الرحم

تُعدّ ألياف الرحم (بالإنجليزية:Uterine fibroids) أكثر الأورام التي تؤثر في الجهاز التناسلي الأنثوي، وتُعرف طبياً بعدة أسماء من بينها الورم العضلي الأملس أو ورم العضلات الملساء (بالإنجليزية: Leiomyoma)، أو الأورام الليفية (بالإنجليزية: Fibromas). ويمكن تعريف ألياف الرحم بأنّها أورام صلبة متراصة، تنشأ في الرحم، وتتكون من خلايا عضلية ملساء ونسيج ليفي ضام. وتؤثر الأورام الليفية فيما يقارب 20-50% من النساء في سن الإنجاب، كما أنّ ما يقارب 30-77% من النساء يُتوقع أن يعانين من تليف الرحم في وقت ما خلال سنوات الإنجاب، ولكن فقط ما يقارب ثلث هذه الأورام الليفية يكون كبيراً لدرجة تكفي للكشف عنه خلال الفحص البدني من قبل الطبيب. ويجدر القول أنّ أكثر من 99% من هذه الألياف تُعدّ أوراماً حميدة وغير سرطانية، كما أنّ هذه الأورام لا ترتبط بالإصابة بالسرطان ولا تزيد من خطر إصابة المرأة بسرطان الرحم. وقد تتراوح ألياف الرحم في الحجم ما بين حجم حبة البازلاء، إلى حجم حبة جريب فروت صغيرة.

أعراض تليف الرحم

تعتمد أعراض تليف الرحم على عدد الأورام وموقعها وحجمها. فعلى سبيل المثال، يُمكن أن تتسبب الأورام الليفية تحت المخاطية بغزارة النزيف أثناء الحيض وصعوبة الحمل. ويجدر القول أنّ الأورام صغيرة الحجم، وتلك التي تتطور بعد انقطاع الطمث لدى المرأة قد لا تُسبب ظهور أعراض، كما أنّ الأورام الليفية قد تتقلص بعد انقطاع الطمث نظراً لانخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون، اللذين يحفزان نمو الورم الليفي. وبشكل عام قد تشمل أعراض الأورام الليفية ما يأتي:

أسباب الإصابة بتليّف الرحم

يعتقد الأطباء أنّ الأورام الليفية الرحمية تتطور من خلايا جذعية في الأنسجة العضلية الملساء المكونة للرحم، حيث تنقسم خلية واحدة بشكل متكرر، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين كتلة مطاطية متينة، تختلف عن الأنسجة المجاورة لها. ومما تنبغي الإشارة إليه أنّ أنماط نمو الأورام الليفية الرحمية تختلف باختلاف نوع الورم، فقد تنمو بعض الأورام ببطء، بينما ينمو البعض الآخر بسرعة، أو يبقى بنفس الحجم. كما أنّ بعض الأورام الليفية قد تمر بطفرات أثناء النمو، ويمكن أن ينكمش بعضها بشكل تلقائي. فعلى سبيل المثال، يمكن للعديد من الأورام الليفية التي ظهرت أثناء الحمل أن تتقلص، أو أن تختفي بشكل كامل بعد الحمل بسبب عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي. ومن الجدير بالذكر أنّ الأطباء لا يعرفون السبب الدقيق الكامن وراء الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، إلا أنّه يُعتقد بارتباط العوامل التالية بتكون هذه الأورام، كما يأتي:

التغيرات الجينية: تحتوي العديد من الأورام الليفية على تغييرات في جيناتها، حيث إنّها تختلف عن تلك الموجودة في خلايا عضلات الرحم الطبيعية.

الهرمونات: يمكن القول أنّ هرموني الإستروجين والبروجسترون، اللذين يحفزان تطور بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية استعداداً للحمل، يعززان نمو الأورام الليفية. وتشير الأبحاث إلى أنّ الأورام الليفية تحتوي على عدد أكبر من مستقبلات هرمون الإستروجين والبروجسترون، مقارنة بخلايا عضلات الرحم الطبيعية. ومما يؤكد هذا التفسير تقلص الأورام الليفية بعد انقطاع الطمث كما ذُكر سابقاً؛ نظراً لانخفاض إنتاج هذين الهرمونين.

عوامل النمو الأخرى: يمكن أن تتسبب بعض عوامل النمو؛ مثل: عامل النمو الشبيه بالأنسولين بزيادة نمو الأورام الليفية الرحمية.

عوامل الخطر للإصابة بتليّف الرحم

هنالك بعض من عوامل الخطر، التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بهذه الأورام، ومنها:

الوراثة: تُعدّ إصابة الأم أو الأخت بالأورام الليفية من عوامل الخطر، التي قد تزيد من فرصة الإصابة بالأورام الليفية الرحمية.

العرق: تُعدّ النساء السود أكثر عرضة للإصابة بالأورام الليفية، مقارنة بالنساء من المجموعات العرقية الأخرى. كما أنّ الأورام الليفية تظهر لدى هذه الفئة من النساء في مراحل عمرية مبكرة، وتتميز بكبر حجمها وكثرة عددها، إذا ما تم مقارنتها بالأورام التي تظهر لدى النساء من مجموعات عرقية أخرى.

عوامل أخرى: يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر تكون ألياف الرحم؛ ومن هذه العوامل بداية الحيض في سن مبكرة، واستخدام حبوب منع الحمل، والسمنة، وشرب الكحول، ونقص فيتامين د، واتباع نظام غذائي غني باللحوم الحمراء، ولا يحتوي على كمية كبيرة من الخضار والفواكه والألبان.

أنواع الأورام الليفية الرحمية

تقسم الأورام الليفية الرحمية إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالآتي:

الأورام الليفية داخل الجدار (بالإنجليزية: Intramural): تُعدّ هذه الأورام أكثر الأنواع شيوعاً، وقد سُميت بذلك نظراً لنموها داخل الجدار العضلي في الرحم.
الأورام الليفية تحت المصلية: (بالإنجليزية: Subserosal fibroids): تمتد هذه الأورام إلى ما وراء جدار الرحم، وتنمو داخل طبقة الأنسجة الخارجية للرحم.
الأورام الليفية تحت المخاطية: (بالإنجليزية: Submucosal fibroids): ينمو هذا النوع من ألياف الرحم داخل تجويف الرحم، ويمتد في العضلات تحت البطانة الداخلية لجدار الرحم.
أورام عنق الرحم: (بالإنجليزية: Cervical fibroids): تتجذر هذه الأورام الليفية في عنق الرحم.

تشخيص الإصابة بألياف الرحم

يمكن أن يتم تشخيص الإصابة بألياف الرحم من خلال الطرق التالية:

الفحص السريري للحوض: يتمكّن الطبيب في بعض الحالات من الكشف عن وجود ألياف الرحم أثناء الفحص البدني للحوض، إذ يمكن أن يلاحظ الطبيب وجود كتلة غير مؤلمة على الرحم.

الفحص بالموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound) يتم خلال هذا الفحص وضع جهاز الموجات فوق الصوتية على البطن، أو داخل المهبل، لتصوير الرحم من خلال الموجات فوق الصوتية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: (Magnetic resonance imaging (MRI): يتم خلال هذا الفحص استخدام المغناطيس وموجات الراديو لإنتاج صور للرحم.
الأشعة السينية: وهو نوع من أنواع الأشعة المستخدمة في تصوير أماكن مختلفة في الجسم، ومن بينها الرحم.

التصوير المقطعي المحوسب: (بالإنجليزية: (Cat scan (CT) يتم خلال هذه الصورة التقاط العديد من صور الأشعة السينية للجسم من زوايا مختلفة، للحصول على صورة أكثر اكتمالاً.

تصوير الرحم بالصبغة: (بالإنجليزية: Hysterosalpingogram): يتم خلال هذا الإجراء حقن صبغة الأشعة السينية في الرحم، وأخذ صور للرحم من خلال الأشعة السينية. كما يمكن أن يتم تصوير الرحم من خلال الموجات فوق الصوتية؛ بعد حقن الرحم بالماء (بالإنجليزية: Sonohysterogram).

تنظير البطن: (بالإنجليزية: Laparoscopy) يتم خلال هذه العملية الجراحية إدخال منظار طويل ورفيع، مزود بكاميرا وإضاءة ساطعة، في شق صغير في السرة أو بالقرب منها. ويُمَكّن هذا الإجراء الطبيب من مشاهدة الرحم، والأعضاء الأخرى على الشاشة أثناء العملية، والتقاط الصور اللازمة.

تنظير الرحم: (بالإنجليزية: Hysteroscopy): يتم خلال هذه العملية إدخال منظار طويل ورفيع، مزود بمصدر للضوء وكاميرا، عبر المهبل وعنق الرحم وصولاً إلى الرحم. ومما يميز هذه الإجراء، عدم الحاجة إلى وجود شق جراحي. ويمَكّن هذا الإجراء الطبيب من رؤية الألياف الرحمية، وغيرها من المشاكل التي يمكن أن تكون موجود في الرحم؛ مثل السلائل (بالإنجليزية: Polyps).

Exit mobile version